تظهر دراسات مختلفة أن عدد النساء الملتحقات بالعلوم والتكنولوجيا والعلوم الهندسية والرياضيات  آخذ في التناقص وهو ما يؤثر أيضاً على فرصهن في ممارسة مهنة ما في هذا المجال. فعلى سبيل المثال، تشير دراسة استقصائية عالمية عن النساء في التكنولوجيا في عام 2017 إلى أن 37 في المائة من خريجي علوم الكمبيوتر في عام 1991 كانوا من النساء، بينما انخفض هذا العدد إلى 26 في المائة في عام 2014 وإلى 18 في المائة في عام 2017. وفي التعليم العالي، تشكل الإناث 35 في المائة فقط من بين جميع الطلاب المسجلين في المجالات ذات الصلة بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار، و 28 ٪ فقط من جميع الباحثين في عالم اليوم هم من النساء، وفقا لليونسكو.

في إسبانيا، على سبيل المثال ، في عام 2012 مثلت النساء 22 ٪ من الخريجين في مجال المعلوماتية، و 29 ٪ في الهندسة، وفقا للمفوضية الأوروبية. وقد تثير بيانات مجندرة أخرى التشاؤم، حيث تشير إلى أنه على الرغم من أن 54.3 ٪ من كافة طلاب التعليم العالي في اسبانيا من النساء، فإن وجودهن في المجالات التقنية مثل الهندسة أو الهندسة المعمارية يصل إلى 26.4 ٪ فقط.

من هنا، أطلقت جامعة ديوستو بالتعاون مع جامعات إسبانية أخرى وهيئات تقنية خاصة مشروع Inspira STEAM ، وهو مشروع رائد لتعزيز التعليم في الميادين العلمية والتكنولوجية بين الفتيات من خلال أنشطة توعوية وتوجيهية بتييسر من مشرفات مهنيات وخبيرات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والعلوم الهندسية والرياضيات. يتم تمويل المشروع من قبل الحكومات الإقليمية في بيثكايا وجيبوزكوا وألافا، في شمال إسبانيا، ومجلس مدينة سان سيباستيان.

يعتمد المشروع على نهج التوجيه الجماعي الذي يتم من خلاله ترويج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات بين طلاب المدارس الابتدائية مع التركيز بشكل خاص على الفتيات. يحظى المشروع حالياً بدعم ثمين من أكثر من 310 من المرشدات والعالمات والتقنيات ممن يطورن نشاطهن المهني في مجالات مختلفة مثل الأوساط الأكاديمية أو الأعمال أو البحوث أو الإدارة.

من خلال جلسات التوجيه هذه، تقوم المشرفات بمشاركة تجاربهم بشكل تطوعي والعمل اليومي مع الطلاب والإجابة على أسئلتهم في المسائل ذات الصلة.

تغطي جلسات عمل Inspira STEAM موضوعات مثل الصور النمطية الجندرية والمرأة والعلوم عبر التاريخ أو مجالات العمل التي لها آفاق مهنية مهمة. تهدف هذه اللقاءات بين المرشدات والفتيات إلى المساعدة في تبديد شكوك الطلاب واعتراضاتهم على المهن في العلوم والتكنولوجيا، وتوضيح دوافعهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم لبدء حياة مهنية في مجال التكنولوجيا ، إذا كانوا يرغبون في ذلك.

حقق المشروع نتائج إيجابية للغاية منذ إنشائه في عام 2016 ، ووسع من وجوده الجغرافي في الأراضي الإسبانية ، حيث طور 113 نشاطاً في أقاليم الأندلس، وكاتالونيا، وأوسكادي (إقليم الباسك)، وغاليسيا ومدريد. وصل المشروع إلى 2.982 فتاة و 2.893 فتى، أي أكثر 13 مرة من عدد الطلاب في السنة الأولى.

تجدون في الرابط أدناه مزيداً من المعلومات عن المشروع، كما تجدون أيضاً بيان المشروف المتوفر باللغة الإنجليزية فقط.