في معامل الزرقاء، أحد أهم المراكز الصناعية في الأردن، تعاني العاملات من أوضاع صعبة وأشكال مختلفة من التمييز، كما أن بعضهن يتعرضن للتحرش الجنسي. وفقاً لتشخيص ميداني أجراه منتدى نساء الأعمال والمهن الأردني، تفتقر العاملات أيضاً إلى فرص التدريب والتطوير المهني، مما يقلل من فرصهن في الوصول إلى المناصب العليا أو حتى الترقية. كشف التشخيص أيضاً أن العاملات غير واعيات بحقوقهن وواجباتهن كما هو منصوص عليه في قوانين وتشريعات العمل الأردنية.

لتحسين ظروف العاملات وتمكينهن إذاً، اختتم المنتدى في العام 2018 مشروعًا لتدريب 60 عاملة من 4 مصانع للأغذية والملابس حول حقوق العمال وواجباتهم ومهارات الاتصال والتفاوض. بعد التدريبات، تم تعبئة العديد من العاملات للمطالبة بظروف عمل أفضل. وبدعم من المنتدى والاتحاد العام لنقابات العمال في الأردن ومركز الدراسات النسائية ، وقعت 13 عاملة عريضة للمطالبة بإعادة جدولة ساعات العمل وبيوم عطلة إضافي.

كما تم تنظيم فعاليات توعية تستهدف المجتمع المحلي، وتم تنظيم اجتماع مع أصحاب المصانع لتشجيعهم على الاهتمام باحتياجات العمال وحقوقهم، ولتحسين إجراءات الصحة والسلامة الموجودة لديهم ، وضمان بيئة عمل مناسبة وآمنة للعاملات. كما تم تشجيع أصحاب المصانع على النظر في توفير حضانات لأطفال الأمهات العاملات.

تم إشراك العديد من صناع القرار والجهات الفاعلة المحلية في هذا المشروع، منهم مثلاً وزارة العمل، وغرفة الصناعة في الزرقاء، وتجمع لجان المرأة الوطني الأردني، والاتحاد العام لنقابات العمال الأردنية والمركز الوطني لحقوق الإنسان/ ما يضمن متابعة و رصد أوضاع العاملات مع أصحاب العمل في المستقبل. كما تم تسليط الضوء على المشروع من قبل العديد من وسائل الإعلام المحلية والوطنية مثل جريدة الرأي و أخبار المدينة ، ووكالة الأنباء الأردنية.

تندرج هذه المبادرة في إطار المشاريع الميدانية التي تطورها التجمعات المحلية للفاعلين في مجال المساواة بين الجنسين © التي تنشأها مؤسسة نساء الأورومتوسط منذ العام 2015. كما أنها تندرج في إطار مشروع "تعزيز قدرات الفاعلين في مجال المساواة" الممول من قبل الوزارة الفرنسية لأوروبا و الشؤون الخارجية, بتنسيق من المعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط. و تندرج أيضاً في إطار مشروع "تطوير تمكين المرأة" المعتمد من قبل الاتحاد من أجل المتوسط.