المؤسّسة - إقتصاد / توظيف - تونس

التغير المناخي والتمكين الاقتصادي للنساء في توزر

28.09.2018 / تم الإنشاء من قبل (EMWF)
التغير المناخي والتمكين الاقتصادي للنساء في توزر

تعرضت أراضي الواحات في تونس لتحولات كبيرة في السنوات الماضي بسبب التغيرات المناخية التي أثرت على صحة سكانها وطرق عيشهم. ووفقاً لتقارير أممية، فإن النساء هن الأكثر تأثراً بهذه التحولات.

ولفهم هذه التحولات بشكل أفضل، قامت جمعية المنحلة للمواطنة الفاعلة بإعداد تشخيص ميداني حول أثر التغير المناخي على التمكين الاقتصادي لنساء واحات توزر في تونس. استهدف التشخيص 6 معتمديات في ولاية توزر و ساهم في إعداده كلٌ من المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بتوزر، والمندوبية الجهوية لشؤون المرأة والأسرة والطفولة بتوزر، والاتحاد العام التونسي للشغل – فرع توزر، ومركز ريادة الأعمال النسائية المستدامة "ويس"  توزر، والمعهد العالي للدراسات التقنية، وإذاعة الجريد إف إم.

تطرق التشخيص للإجراءات الواجب اتخاذها لتعزيز التمكين الاقتصادي للنساء في توزر ولضمان إحداث تنمية جهوية مستدامة وقابلة للتكيف مع التغيرات المناخية. بين شهري آذار/مارس و تموز/يوليو 2018، نظمت جمعية المنحلة للمواطنة الفعالة عدداً من جلسات النقاش المركز جمعت فاعلين حكوميين ومدنيين، كما أجرت مقابلات مع شخصيات من المرسسات الحكومية والنقابية، فضلاً عن إجراء استطلاعٍ استهدف جمعيات وكيانات نقابية وتجمعات للتنمية الفلاحية، و لقاٍ مع عدد من لنساء القياديات (منتخبات جهويات ومديرات

جمعيات).

و كنتيجة لكافة الاستشارات و اللقاءات التي أُجريت إلى جانب القيام بدراسة و تحليل للأدبيات والمراجع و البيانات المتوفرة حول الموضوعـ توصل الفاعلون في مجال المساواة بين الجنسين في ولاية توزر إلى يلي:

  • تلعب النساء الدور الأكبر في تطوير منتجات النخيل الذي يعد أحد أهم المحاصيل الزراعية التي يعتمد عليها اقتصاد المنطقة، إذ يقمن بالفرز والتعئبة والتغليف من جهة، و حفظ وتحويل التمر لمنتجات محلية (كالدبس وعجينة التمر والخل، والسلل المصنوعة من سُعف النخيل.)
  • تسهم النساء بتطوير منتجات واحية أخرى كالملوخية و جبن الماعز و السمن و خل التمور و المشماش و صناعة المخللات (الزيتون و فلفل و المشماش و الجزر)  والأعشاب العطرية والطبية ونسج وحياكة الثياب و   السجاد من وبر الجمال و مخلفات الملابس.
  • ساهمت السياسات الزراعية التي شجعت زراعة النخيل كمنتج رئيسي في الواحات للإفراط في استغلال الموارد المائية.
  • أدى ارتفاع درجات الحرارة و ظهور أمراض جديدة إلى الاكتفاء بزراعة محصول واحد والابتعاد عن زراعة أصناف أخرى تشكل مواداً أساسية لمنتجات تُعدها النساء.
  • على الرغم من مساهمة النساء بشكل كبير في الحياة العامة، لا يزال تواجدهن في دوائر صنع القرار في المؤسسات العامة أو هياكل المجتمع المدني محدوداً للغاية.
  • لوحظ غيابٌ للتعاون والتنسيق والوعي حول أهمية وجود مقاربات تأخذ حاجات النساء بعين الاعتبار في المشاريع الحكومية والمدنية، وتشركهن في إدارة الموارد الطبيعية.

واستجابة لكل ما سبق، تقوم الجمعية منذ بداية شهر أيلول/سبتمبر بتنفيذ مشروع ميداني يهدف إلى تعزيز صمود نساء الواحات في توزر في وجه التغيرات المناخية، وإلى تحسين عائدات النساء الحرفيات من خلال تعزيز المعارف والمنتجات المحلية (الغذائية و المهت اليدوية، إلخ.) من المتوقع أن يتضمن المشروع ايضاً عدداً من التدريبات الموجهة للمنتخبين و المنتخبات المحليين وشخصيات من المجتمع المدني في توزر حول التغيرات المناخية، إلى جانب إعداد ونشر عدد من الفيديوهات والبرامج الإذاعية حول الأطباق التقليدية التي تعكس التنوع الحيوية لمنطقة الواحات، فضلاً عن إعداد دليلٍ لتسهيل تسويق المنتجات المحلية لنساء توزر.

تندرج هذه المبادرة في إطار المشاريع الميدانية التي تطورها التجمعات المحلية للفاعلين في مجال المساواة بين الجنسين © التي تنشأها مؤسسة نساء الأورومتوسط منذ العام 2015. كما أنها تندرج في إطار مشروع "تعزيز قدرات الفاعلين في مجال المساواة" الممول من قبل الوزارة الفرنسية لأوروبا و الشؤون الخارجية, بتنسيق من المعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط. و تندرج أيضاً في إطار مشروع "تطوير تمكين المرأة" المعتمد من قبل الاتحاد من أجل المتوسط.

التعليق

أنشئ حسابا لكتابة تعليقا وللتبادل مع الأعضاء

التسجيل مع المؤسسة