شاركت مؤسسة نساء الأورومتوسط في التفكّر و التمعن في روابط النظام الذكوري والتحديات النسوية الحالية، و هي المواضيع التي شكلت صلب فعاليات المؤتمر الدولي الثامن للأبحاث النسوية في الفرانكوفونية، الذي عقد في نهاية شهر آب/أغسطس 2018 في العاصمة الفرنسية باريس، و ذلك من خلال ندوة و ورشة عمل و معرض تصوير فوتوغرافي يومي 27 و 28 آب/اغسطس. فيما يلي ملخص عن فعاليات المؤسسة:
قامت سيرينا رومانو بتيسير الجلسة الأولى من هذه الندوة التي حملت عنوان: "مقاربة منهجية لتحويل معارفنا إلى أفعال مع التركيز على المنطقة الأورومتوسطية". تناوبت كل من فوزية عسولي و ماريا آنجلز روكيه و سكينة بوراوي على الحديث حول النضال الذي يسهم في نشوء القيم الإنسانية وتقدم المساواة، لا سيّما على صعيد القوانين. كما تمت الإشارة إلى أنه لإقناع المسؤولين السياسيين للتحرك، لا بد من استناد عمل المجتمع المدني على المعطيات والإحصاءات و الأرقام، و من هنا تنبع أهمية انخراط الباحثين في النضال من أجل خلق توازن قوى بين النساء و الرجال.
وتسمح التشخيصات الميدانية، التي يتم إعدادها في إطار التجمعات المحلية، للجمعيات النسائية في جنوب المتوسط بمساءلة الدول بشكل أفضل حول التزاماتها و المعايير الدولية. كذلك فإن شبكات التواصل الاجتماعي و وسائل الإعلام و الحملات التي تقوم بها تحالفات الجمعيات في العديد من البلدان هي أدوات مفيدة أيضاً لتسريع التغيير.
و فيما يتعلق بموضوع الإرث حيث يكون للرجال امتيازات أكثر على حساب النساء في أغلبية الأنظمة القضائية لبلدان جنوب المتوسط، فقد شددت المتحدثات على أن الحقوق في الحياة الخاصة هي بذات أهمية المساواة في الحياة العامة.
و على صعيد آخر، قامت إيميلي فيدال بتسيير الجلسة الثانية التي حملت عنوان " نساء في مراكز السلطة في جنوب المتوسط: ما هو التقدم الذي تم إحرازه و ما هي التحديات؟" و التي تطرقت خلالها كلٌ من جويل أبو فرحات و رحمة هوزيك و وفاء اللومي إلى الاستراتيجيات التي تقوم بها جمعياتهن لتعزيز مكانة النساء و وصولهن إلى مراكز المسؤولية في الأحزاب السياسية و النقابات.
في لبنان، وعلى مدى 70 عامًا ، لم يكن هناك سوى 11 امرأة في البرلمان وحالياً هناك امرأة واحدة فقط بين 30 وزيراً في الحكومة. مع ذلك ، وبفضل جهود المجتمع المدني ، شهد عدد المرشحات في الانتخابات البلدية لعام 2018 زيادة كبيرة (113 امرأة من أصل 976). تلعب الجمعيات دوراً رئيسياً في تدريب النساء وتشجعهن على أخذ مكانهن الصحيح في الحياة العامة من خلال النقاشات وحملات التوعية في وسائل الإعلام.
في تونس ، جاء تبني نظام التناصف الأفقي والعمودي في الانتخابات البلدية لعام 2018 كنتيجة لجهو الضغط المكثفة التي قام بها المجتمع المدني التونسي. لكن وعلى الرغم من هذه التطورات المشجعة، يبقى التحدي الرئيسي هو الضغط من أجل فرض القانون وتغيير العقليات.
حملت ثالث جلسات الندوة عنوان " تمكين النساء في المتوسط: تحدٍ مستمر" و قامت إستير فوشييه بتسييرها، فيما تحدث فيها كلٌ من سيلي رايس و فيروز هباش و محمد قديري حول نضالاتهن لتحرير النساء على الصعيد الاقتصادي، إذ تتعزز مكانة النساء بتعزز قدراتهن الاقتصادية.
في المغرب ، لا تزال إجراءات الحد من أزمة وصول المرأة إلى مراكز صنع القرار غير كافية في غياب الدعم الكافي من حيث بناء القدرات والمهارات. وبالتالي ، من الضروري تأهيل النساء المنتخبات في الجماعات المحلية لكي يتمكن من إدارة الشؤون المحلية بفعالية و مواجهة الممارسات الديمقراطية الضعيفة للأحزاب السياسية.
أما الجلسة الرابعة التي حملت عنوان "المعرفة للاستجابة: العنف الموجه ضد النساء في المجال العام و الفلاحي في جنوب المتوسط" فقد قامت فوزية عسولي بتسييرها و تركزت حول ضرورة اعتبار الجسد جزءًا لا يتجزأ من الوجود وليس كجسم منفصل عنه. مريم عبدو، و هي إحدى المتحدثات في هذه الجلسة، حثت الرأي العام على محاربة اللامبالاة و المفارقة عند الحديث عن البغاء الذي يُشكل استغلالاً كاملاً للنساء، مطالبةً بإيجاد الوسائل المناسبة للنساء للدفاع عن انفسهن. إذا كان البغاء عملاً، فما هو التعليم الذي يجب إكماله لامتهانه وما هي الفرص التي يتيحها؟ تساءلت عبدو مشيرةً إلى إدراج البعض البغاء كمهنة.
أما المتحدثة الثانية، شريفة خضار فقد عرضت قضية امرأة محجبة تم الاعتداء عليها فيما كانت تمارس رياضة الجري في شهر رمضان في الجزائر العاصمة. و للاحتجاج على هذا الاعتداء تم تنظيم سباق جري مفتوح للمواطنين, أما الحالة الثانية التي عرضتها خضار فهي قضية شابة محبطة من الواقع و التحرش الذي تتعرض له فيما إذا أرادت السباحة بملابس البحر. إذا قامت هذه الشابة بإنشاء مجموعة على الفيسبوك لدعوة النساء للسباحة بملابس السباحة و تم تنظيم مظاهرات جماهيرية للسباحة. استرعت هذه المظاهرات انتباه العديد من الأشخاص (نساء و رجال) إلى أنها أثارت العديد من ردات الفعل العنيفة و التهديدات على الانترنيت، بما فيها دعوات للقتل. اصبحت وسائل التواصل الاجتماعي فضاء افتراضياً مليئاً بالعنف الموجه ضد النساء. و كرد على ذلك، تعكف العديد من الجمعيات حالياً على إيجاد الأدوات المناسبة لحماية النساء بشكلٍ أفضل و للعناية بالضحايا.
بدورها تحدثت زهرة صديق عن الوضع في المغرب حيث تتزايد أعداد زواج القاصرات بشكل ملحوظ، مشيرةً إلى أن الحركة النسوية المغربية تدعو لمراجعة مدونة الأسرة التي تجيز الزواج قبل سن الثامنة عشرة، و لتطبيق مبادئ المساواة التي تنص عليها القوانين في الجماعات المحلية (في منطقة مراكش – آسفي على سبيل المثال).
تندرج كافة هذه النشاطات في إطار مشروع "تعزيز قدرات الفاعلين في مجال المساواة" الممول من الوزارة الفرنسية لأوروبا و للشؤون الخارجية و الذي ينسقه المعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط بالشراكة مع مركز المرأة العربية للتدريب و البحوث – كوثر، و رابطة حقوقو المرأة، و منتدى نساء الأورومتوسط، و الدولة الفرنسية و RUSEMEG.
هذه المنصة هي جزء من المحور 1 "تقوية قدرات الجهات الفاعلة في مجال المساواة" لصندوق التضامن ذو الأولوية "نساء المستقبل في المتوسط" الممول من قبل وزارة أوروبا و الشؤون الخارجية الفرنسية و المنسّق من قبل المعهد الأوربي للبحر الأبيض المتوسط, في إطار عمل مشروع "تطوير تمكين المرأة" المعتمد من قبل الاتحاد من أجل المتوسط.
الأعضاء المؤسسون
التعليق
أنشئ حسابا لكتابة تعليقا وللتبادل مع الأعضاء
التسجيل مع المؤسسة