تمتلك ولاية سطيف الجزائرية العديد من القدرات الاقتصادية و التجارية، كما أنها تتميز باحتضانها لعدد كبير من المراكز الأكاديمية و التعليمية المهنية. بيد أن مشاركة النساء في المجال الاقتصادي منخفضة بشكل كبير. فعلى سبيل المثال، بلغت النسبة التقديرية للمشاريع التي أسستها نساء في المنطقة و التي تم دعمها من قبل الوكالة الوطنية لدعم تشغل الشباب والصندوق الوطني للتأمين على البطالة 14% فقط بين عامي 2016 و 2017. و تتشابه هذه النسبة مع التقديرات و النسب التي تم تسجيلها على الصعيد الوطني، مع أن نسبة مشاركة النساء في هذه التقديرات أعلى بقليل.
كيف يمكن معالجة هذه التقديرات و توفير دعم أفضل للنشاطات المقاولاتية التي تديرها النساء؟
للإجابة عن هذا السؤال, قامت جمعية نساء في عالم الأعمال في الجزائر بإعداد تشخيص ميداني حول تطور ريادة الأعمال النسائية بالتعاون مع الفاعلين الأساسيين في مجال المساواة بين الجنسين في ولاية سطيف. إذ تم إشراك المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني في سطيف، و جامعة سطيف، و شركة و وسائل إعلامية و عدد من المؤسسات العامة والحكومية في هذا التشخيص. و قام المرصد الجزائري للمرأة، و المجلس الشعبي البلدي وغرفة تجارة سطيف بتسهيل الحصول على البيانات و الإحصاءات من أجل التشخيص.
بين آذار/مارس و نيسان/أبريل 2018، تم تنفيذ العديد من الأنشطة منها على سبيل الذكر لا الحصر: سلسلة من الورش حول مشاكل التعليم الخاص بالإدارة و إدارة الشركات، و العوائق في القطاع الزراعي-الغذائي، و دور التكنولوجيا المعلوماتية والانترنيت في قطاع الأعمال. كذلك أجرت الجمعية استطلاعاً استهدف 100 امرأة، من العاملات أو العاطلات عن العمل وممن تتراوح أعمارهن بين 20 و 30 عاماً، حول العوائق التي تحدُ من رغبة النساء بالمشاركة في ريادة الأعمال النسائية والمقاولة. تم إجراء هذا الاستطلاع خلال الصالون الجهوي للشغل و المقاولاتية الذي أقيم في سطيف بين 3 و4 نيسان/أبريل 2018، حيث وزعت الجمعية استبيانات للتعرف على دوافع نساء سطيف للقيام بأنشطة مقاولاتية. و إلى جانب ذلك, قامت الجمعية بتنظيم ورشة لتقديم نتائج التشخيص في شهر أيار/مايو، و بزيارة عدد من الشركات التي تديرها نساء في عدد من بلديات ولاية سطيف.
و في ختام هذه الأنشطة خلصت الجمعية إلى أن لنساء سطيف إمكانات هائلة لإنشاء الأعمال التجارية ولكن نواياهن تتباطأ بسبب القيود مثل الخوف من البدء بهذه التجربة، وعدم توفر وسائل التمويل ، و انعدام الخبرة في الأعمال التجارية و المقاولة، والبيروقراطية، و نقص المدربين و حاضنات الأعمال بشكل خاص. يبقى أن نذكر أنه من المقرر أن تقوم الجمعية بتنفيذ مشروع ميداني لتسليط الضوء على سيدات الأعمال في سطيف للفت انتباه الناس والمهنيين إلى تجارب النساء، و ذلك في الفترة ما بين أيلول/سبتمبر وتشرين الثاني/نوفمبر 2018. سيكون الهدف إذاُ هو تشجيع التواصل والتبادل بين النساء اللواتي يمتلكن أفكاراً لمشاريع أو يدرن أعمالاً والخبراء و الأجهزة الحكومية الداعمة والمستثمرين. من جهة أخرى ، يهدف المشروع إلى زيادة إنتاجية الشركات المملوكة للنساء العاملات في مختلف القطاعات الرئيسية في المنطقة مثل الصناعة والسياحة والحرف اليدوية والزراعة.
تندرج هذه المبادرة في إطار المشاريع الميدانية التي تطورها التجمعات المحلية للفاعلين في مجال المساواة بين الجنسين © التي تنشها مؤسسة نساء الأورومتوسط منذ العام 2015. كما أنها تندرج في إطار مشروع "تعزيز قدرات الفاعلين في مجال المساواة" الممول من قبل الوزارة الفرنسية لأوروبا و الشؤون الخارجية, بتنسيق من المعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط. و تندرج أيضاً في إطار مشروع "تطوير تمكين المرأة" المعتمد من قبل الاتحاد من أجل المتوسط.
اشترك/ي في نشرتنا الإخبارية الشهرية للاطلاع على آخر مستجداتنا من أخبار و فعاليات و وثائق و موارد تُعنى بالمساواة بين الجنسين و قضايا المرأة.
هذه المنصة هي جزء من المحور 1 "تقوية قدرات الجهات الفاعلة في مجال المساواة" لصندوق التضامن ذو الأولوية "نساء المستقبل في المتوسط" الممول من قبل وزارة أوروبا و الشؤون الخارجية الفرنسية و المنسّق من قبل المعهد الأوربي للبحر الأبيض المتوسط, في إطار عمل مشروع "تطوير تمكين المرأة" المعتمد من قبل الاتحاد من أجل المتوسط.
الأعضاء المؤسسون
التعليق
أنشئ حسابا لكتابة تعليقا وللتبادل مع الأعضاء
التسجيل مع المؤسسة