اختتمت المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية (مفتاح) مؤخراً مشروعاً للمناصرة من أجل إشراك النساء والشباب في مواقع المسؤولية في النظام السياسي الفلسطيني، وخاصة في منظمة التحرير الفلسطينية.

و تحاول مفتاح معالجة التمثيل الضعيف للنساء و الشباب على مستوى السياسات, من خلال التاثير على وضع سياسات الاتحادات الشعبية التي تمثل كافة الفصائل الوطنية الفلسطينية و الفلسطينيين و الفلسطينيات غير المتحزبين, بدلاً من التعامل مع كل فصيلٍ سياسيٍ على حدا. عند تنفيذ المشروع الميداني, ركزت مفتاح على الاتحادين الأساسيين داخل منظمة التحرير الفلسطينية و هما: الاتحاد العام لطلبة فلسطين الذي يُعد أحد أكثر الكيانات تمثيلاً و تضميناً للشباب الفلسطيني و القناة الشرعية لتمثيله في مختلف أجسام منظمة التحرير الفلسطينية, و الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية.  

خلال جلسات الحوار ، اتفق المشاركون و المشاركات على أن أفضل طريقة لتفعيل واستعادة شرعية منظمة التحرير الفلسطينية هي تنظيم انتخابات ديمقراطية تحكمها القوانين الناظمة لضمان التمثيل المناسب للنساء و الشباب. و وفقاً لآخر توصيات المجلس الوطني, ستُعقد انتخابات الاتحاد العام لطلبة فلسطين خلال العامين القادمين. إلا أنه لم يتم وضع تاريخٍ محدد. و في السياق ذاته, أجمع المشاركون و المشاركات في جلسات الحوار التي نظمتها مفتاح على ضرورة توحيد الجهود الوطنية للضغط على أمانتي الاتحاد العام لطلبة فلسطين و الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية, و مطالبتهما بإجراء التحضيرات اللازمة لعقد المؤتمرين العامين للاتحادين بأسرع وقت ممكن. كذلك تم إعداد مقترح سياسي و تم توجيهه للجنة التنفيذية و المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية و للأحزاب السياسية. تتضمن المقترح عدداً من التوصيات التي تهدف إلى:

• تعديل النظام الداخلي للاتحاد العام لطلبة فلسطين, أحد أجهزة منظمة التحرير الفلسطينية.
• حث الأحزاب السياسية على زيادة تمثيل الشباب و النساء بنسبة 30% على أقل تقدير في المستقبل القريب.

كما تم إصدار بيان مشترك يعكس التزام كافة الفصائل السياسية الوطنية (الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني – فدا و حركة التحرير الوطنية الفلسطينية – فتح, و الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين, و حزب الشعب الفلسطيني, و جبهة النضال الشعبي الفلسطيني – نضال , و المبادرة الوطنية الفلسطينية و الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) بقبول التعديلات المقترحة على النظام الداخلي للاتحاد العام لطلبة فلسطين, و لحصول النساء على كوتا تمثيلية بمقدار 30% على أقل تقدير. و سيتم توقيع المقترح السياسي في الاجتماع القادم, ليتم تبنيه كإطار قانوني للنظام الداخلي للاتحاد العام لطلبة فلسطين. خمسة من سبعة أحزاب (فدا و فتح و الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين و حزب الشعب الفلسطيني و نضال) أجمعت أيضاً على أهمية تفعيل دور الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية.

بالإضافة إلى جلسات الحوار، قامت مفتاح, بين أكتوبر / تشرين الأول 2017 ومارس / آذار 2018 , بتنظيم عدد من الأنشطة منها مؤتمر صحفي ، وبث برامج حوارية بالتعاون مع محطة إذاعة وطنية (24 FM) ، بالإضافة إلى إنتاج فيلم وثائقي يتضمن العديد من المقابلات مع الشخصيات العامة وصانعي السياسات والناشطين الشباب والنساء لتوثيق مطالبهم ودعواتهم لإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية.

وكانت إحدى أهم نتائج المشروع, هي وضع آلية لتنفيذ قرار بشأن تمثيل المرأة بنسبة لا تقل عن 30٪ في جميع مؤسسات النظام السياسي و أجهزة منظمة التحرير الفلسطيني, و ضمان تمثيل الطلاب في مختلف المناصب الإدارية للاتحاد العام لطلبة فلسطين, وتحديد مدة رئاسته بولايتين كحد أقصى, مدة كلٍ منها 3 أعوام. هذا و قد تم تنفيذ مشروع مفتاح في إطار مشروع "تعزيز قدرات الفاعلين في مجال المساواة" الممول من قبل الوزارة الفرنسية لأوروبا و الشؤون الخارجية و المنسق من قبل المعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط في إطار عمل مؤسسة نساء الأورومتوسط. كما يندرج هذا العمل في إطار مشروع "تطوير تمكين النساء" المعتمد من قبل الاتحاد من أجل المتوسط. و قد تم وضع هذا المشروع عقب تعبئة مفتاح لعدد من الفاعلين في مجال المساواة, بعد اختيارها كقائدة للتجمع المحلي للفاعلين في مجال المساواة في فلسطين -  الدورة الثانية.