ترى دراسة ميدانية أعدها ملتقى سيدات الأعمال و المهن الأردني, أحد منسقي التجمعات المحلية للمساواة التي ساهمت المؤسسة بتنظيمها, أن عدم المساواة بين الجنسين في المصانع في الزرقاء له جوانب متعددة تؤثر على التنمية المهنية للمرأة و على مشاركتها في النشاط الاقتصادي في محافظة الزرقاء في الأردن.
زار الملتقى على مدار ستة أشهر ثمانية مصانع للصناعات الصغيرة والمتوسطة الحجم (أغذية وملابس والكترونيات وتبغ) والتقى بأكثر من 80 عاملة و عاملاً تحدثوا عن أوضاعهم وعن مختلف أوجه عدم المساواة التي يواجهونها في مكان العمل.
فيما تعاني العاملات و العمال على حد سواء من تدني الأجور وغياب بيئة صحية وآمنة في مصانعهم، تواجه العاملات مخاطر و تحديات إضافية كعدم وجود المواصلات من / إلى المصانع التي غالباً ما تقام في مناطق نائية مما قد يهدد أمن النساء و يساهم بنأيهن عن الانخراط في هذه الأنشطة الاقتصادية؛ والبلطجة والتحرش الجنسي؛ و عدم وجود حضانات للأطفال, الأمر الذي يعد عاملاً حاسماً لترك الأمهات للعمل؛ والافتقار إلى التدريب المهني والمعرفة فيما يتعلق بقوانين العمل، بالإضافة إلى عدم وجود سياسات حساسة جندرياً في هذه المصانع المستطلعة.
إضافة إلى ما ذكر, أشارت العاملات أن أصحاب المصانع يفضلون في كثير من الأحيان توظيف الرجال أكثر من النساء، خاصة إذا كان هؤلاء الرجال أجانب لأنهم يميلون إلى قبول المزيد من ساعات العمل في مقابل أجور أقل.
كذلك اجتمع الملتقى مع أصحاب المصانع الذين أعربوا عن استعدادهم لتحسين ظروف العمال و العاملات بشكل خاص ، لكنهم أضافوا أن العمال، و لاسيما العاملات بحاجة إلى تحسين مهاراتهن المهنية و بناء قدراتهن. ومن جانبهن, دعا أعضاء الملتقى إلى تحسين ظروف النساء العاملات في المصانع.
كما اجتمع الملتقى مع أعضاء و مشؤوليين نقابيين وناقش معهم السبل والاستراتيجيات الممكنة لتعزيز حقوق المرأة العاملة والدفع من أجل المساواة في المعاملة، فضلا عن تحسين ظروف العمل.
و تأتي هذه الاجتماعات و الدراسة المذكورة أعلاه كثمرة للمرحلة الأولى من العمل الرائد للدورة الثانية (للعام 2016) التي تندرج في إطار المحور الأول "تقوية قدرات الجهات الفاعلة في مجال المساواة " من مشروع "نساء المستقبل في المتوسط" الذي تموله وزارة أوروبا و الشؤون الخارجية الفرنسية.
أما المرحلة الثانية لهذه العمل الرائد فستتضمن سلسلة من ورشات العمل والتدريب على قانون العمل وحقوق وواجبات العمال، بالإضافة إلى ورش عمل مصممة خصيصاً لبناء القدرات المهنية للعاملات.
هذه المنصة هي جزء من المحور 1 "تقوية قدرات الجهات الفاعلة في مجال المساواة" لصندوق التضامن ذو الأولوية "نساء المستقبل في المتوسط" الممول من قبل وزارة أوروبا و الشؤون الخارجية الفرنسية و المنسّق من قبل المعهد الأوربي للبحر الأبيض المتوسط, في إطار عمل مشروع "تطوير تمكين المرأة" المعتمد من قبل الاتحاد من أجل المتوسط.
الأعضاء المؤسسون
التعليق
أنشئ حسابا لكتابة تعليقا وللتبادل مع الأعضاء
التسجيل مع المؤسسة