لطالما كانت المرأة التونسية ناشطة في الحياة السياسية , و لعل ذلك يعزى للدستور التونسي الذي ينادي بالمساواة بين النساء و الرجال و في الأجهزة التشريعية بالإضافة إلى التعديل الأخير للقانون الانتخابي الذي أقره مؤخراً البرلمان التونسي حيث تم ضمان التكافؤ العمودي و الأفقي. إلا أن هذه المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية ليست مترجمة على أرض الواقع إذ نلحظ ضعفاً في تمثيل النساء في أماكن القيادة و اتخاذ القرار, خاصة على المستوى المحلي حيث تشغل النساء 25% فقط من المناصب في المجالس البلدية.
انطلاقاً من هذا الواقع, نفذت جمعية مواطنات حملة مناصرة من أجل مشاركة فعالة للنساء في الانتخابات البلدية في صفاقس تحت اسم "نصف المجلس حقنا".
من خلال سلسلة من الأنشطة بما في ذلك اجتماعات و جلسات تدريبية وقوافل للتوعية وندوات وشبكات التواصل الاجتماعي، تمكنت مواطنات من توعية 288 شخصاً حول ضرورة وصول المرأة إلى مواقع صنع القرار على المستوى المحلي (من هؤلاء 14 عضواً و عضوة من الجمعية الوطنية، 4 نواب محليين، 19 عضو من أحزاب لسياسية، و 48 ممثل و ممثلة عن جمعيات المجتمع المدني، و 203 شخصا حضروا حفل إطلاق الحملة في 3 آذار/ مارس 2017 والمؤتمر الختامي في 29 حزيران/يونيو 2017).
وقد سبق الافتتاح الرسمي للحملة مؤتمراً بعنوان ’’ هل نحن مستعدون لللامركزية؟ نظمته مواطنات في كانون الأول/ديسمبر 2016 بالشراكة مع التجمع الفكري للعمل CORAC و شبكة مراقبون و مدرسة الدكتوراه في كلية الحقوق في صفاقس. أعادت مواطنات تنظيم مؤتمر آخر مع نفس الشركاء في 24 أيار/مايو 2017 حول الانتخابات البلدية و الهواجس المتعلقة بتطبيق الأحكام الدستورية المرتبطة بالسلطة المحلية.
كذلك احتلت جمعية مواطنات زاوية في معرض الأم و الطفل الذي أقيم في معرض صفاقس الدولي بين 28 آذار/مارس و 2 نيسان/ابريل 2017 حيث قامت بالترويج للحملة بين زوار المعرض من خلال توزيع منشورات و بروشورات توعوية.
و في 17 و 21 أيار/مايو و 16 و 17 حزيران/يونيو 2017 سيّرت الجعية كرفاناً للتوعية تنقل بين مدينة صفاقس و معتمديات المحرس و عقرب و ساقية الزيت و ووزعت 1000 منشور بين الناس.
و في موازاة ذلك, قامت جمعية مواطنات بتدريب 20 امرأة محتملة للترشح للانتخابات البلدية على مهارات القيادة و تقنيات التواصل و مفاهيم الحكم المحلي و الجندر, و ذلك في 22 و 29 أيار/ابريل 2017.
أما على صعيد شبكات التواصل الاجتماعي, فقد قامت مواطنات بإطلاق صفحة على الفيسبوك تحمل اسم الحملة "نصف المجلس حقنا" للتفاعل مع الناس و لنشر المواد السمعية و البصرية التي أنتجتها في سياق هذه الحملة و منها وثائقي مدنه 15 دقيقة يشرح مراحل و نتائج الحملة التي نفذت بالشراكة مع جمعية صوت النساء المغربيات في إطار مشروع CSO WINS "تعزيز القدرات في جنوب من أجل فتح حوار السياسات و رصد سياسات النساء في المجتمع" الذي بموله الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع مؤسسة نساء الأورومتوسط.
و قد غطت الحملة و دعمتها ثلاث محطات إذاعية محلية (إذاعة صفاقس، إذاعة ديوان و إكسبرس إف إم)، والتلفزيون الوطني والعديد من الصحف والمواقع الالكترونية المحلية والوطنية.
هذه المنصة هي جزء من المحور 1 "تقوية قدرات الجهات الفاعلة في مجال المساواة" لصندوق التضامن ذو الأولوية "نساء المستقبل في المتوسط" الممول من قبل وزارة أوروبا و الشؤون الخارجية الفرنسية و المنسّق من قبل المعهد الأوربي للبحر الأبيض المتوسط, في إطار عمل مشروع "تطوير تمكين المرأة" المعتمد من قبل الاتحاد من أجل المتوسط.
الأعضاء المؤسسون
التعليق
أنشئ حسابا لكتابة تعليقا وللتبادل مع الأعضاء
التسجيل مع المؤسسة