يسعى هذا التقرير البحثي إلى تسليط الضوء على صيرورة نشأة مكونات الحركة النسائية في المغرب و أسبابها التي يمكن حصرها في إدراك النخبة النسائية لعمق التناقض بين ما خلقته من تقدم على صعيد التعليم الاندماج في في مسلسل الإنتاج، وبين المعيقات التي تكرس َّ وتعيد إنتاج واقع الحيف ضدهن على مختلف الأصعدة. لقد ولد هذا الأمر حاجة ملحة لدى هؤلاء النساء في خلق فضاء خاص بهن، يعملن من خلاله على تعبئة النساء لإقرار حقوقهن وتحسيس الرأي العام بمشروعية مطالبهن، ويشكلن بواسطته قوة ضغط على الفاعلين السياسيين لتحقيق المساواة بين الجنسين
و يرى واضعو التقرير أن الحركة النسائية المغربية قد نجحت في تحريك ملفات قضايا المرأة وإثارة السجال العمومي حولها، وجعلها في صلب انشغالات المجتمع المغربي المعاصر. ويعود الفضل في ذلك إلى عدة عوامل، منها ما راكمته رائدات هذه الحركة من خبرة ميدانية ومعرفية، وما اتسمت به من مهنية ومثابرة، وما اعتمدته من منهجية براغماتية للمناصرة من أجل الدفاع عن حقوق النساء. كما أن لهذه الحركة الفضل في تنمية ثقافة المساواة بين الجنسين وترسيخ ثقافة مدنية وجمعوية نسائية تتفاعل مع الأحداث والمشاريع و الأفكار، وتحللها وتكيفها وفق منظور يحتكم للمصالح الاستراتيجية للنساء.
هذه المنصة هي جزء من المحور 1 "تقوية قدرات الجهات الفاعلة في مجال المساواة" لصندوق التضامن ذو الأولوية "نساء المستقبل في المتوسط" الممول من قبل وزارة أوروبا و الشؤون الخارجية الفرنسية و المنسّق من قبل المعهد الأوربي للبحر الأبيض المتوسط, في إطار عمل مشروع "تطوير تمكين المرأة" المعتمد من قبل الاتحاد من أجل المتوسط.
الأعضاء المؤسسون
التعليق
أنشئ حسابا لكتابة تعليقا وللتبادل مع الأعضاء
التسجيل مع المؤسسة